Sunday, January 08, 2006

عن الصلاة ... بين الفرضية و الواقعية!


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

في خضمّ الحياة و أمواجها .. و وسط الإغراءات المتهافتة أمام أعيننا و قلوبنا .. أصبحنا - نحن المسلمين - نتعامل مع الكثير من الأمور التي نواجهها في حياتنا و كأنّها من الأمور المُسَلّم بها منذ عهد الرسول؛ عليه و على آله أفضل الصلوات و التسليم؛ رغم أن حدوث أقلّها في عهد النبيّ أو ما تلاه - أي في عهد تولّي الصحابة للخلافة - يؤدِّي لأن تقوم الدنيا و لا تقعد حتى يتمّ الفصل في هذا الأمر من الخليفة نفسه إن تطلّب الوضع ذلك!
و لقد انتقيت لمقالي هذا يا سادة أمر من تلك الأمور التي أقصدها؛ و لكنّه يعدّ من أكثرها انتشارا و توغّلاً في أوساطنا هذه الأيّام ... ألا و هو ترك الصلاة و العياذ بالله.
ترك الصلاة؟! هل تعلم ما يعنيه هذا الأمر؟ هل فكّرت من قبل في سفاهة من يتحدّثون عن قيام الأمّة و توحيدها بينما هم غافلون عن أنّ ما كان يربط أوصال تلك الأمّة؛ التي يتشدّقون بالحديث عنها ليلاً و نهارا؛ً أصبح من النوادر التي قلّما تستطيع أن تجد من يمارسها من الشباب - السواعد التي من المفترض أن تقوم بها الوحدة - في زماننا هذا !
أريدك أن تسأل نفسك ... ما هي نسبة من يصلّون من معارفك من الشباب مقارنةً بتاركي الصلاة منهم؟ بالتأكيد الجواب سينزل على إدراكك كالصاعقة - هذا إن كان يهمّك أمر دينك أصلاً - ؛ و لا عزاء للمُهتمّين!

فالصلاة هي ما يربط أيّ مُسلم بإخوانه المسلمين؛ و لذلك لا قيام لأيّ وحدة لأمتّنا المنكوبة بنا إلا إذا أصبحت الأغلبيّة العظمى منّا من المصلّين. و إذا كان ردّك علي كلامي هذا بأنّ الإيمان بالله الواحد الأحد هو المربط المشترك بيننا ... فجوابي هو أننا كبشر لسنا عالمين بسرائر النفوس؛ و بالتالي لسنا قادرين على إدراك إيمان كلّ منّا بشكل مادّي محسوس؛ و بهذا نخلُص إلى أنّ لا حقّ لأحد فينا أن يدُّعِي إيمانه بالله حتى يأتي لنا ببرهان مبين (مرأي و محسوس لقدراتنا المحدودة كبشر)و هو أن يكون هو نفسه مقيم للصلاة التي فرضها الله - الذي يتحدّث ذلك الشخص عن الإيمان به - ! و كذلك نصل إلى السؤال و النقطة الأهمّ في تلك الفقرة: " هل أنت مؤمن في قرارة نفسك بالله - عزّ و جلّ - ؟ "

****************************


قد يأتي آتٍ و يخرِج لنا بمقولة منمّقة معروفة في أوساط المتحذلقين المعاندين من تاركي الصلاة؛ و هي قول " أنني لست في حاجة لأن أثبت لك أو لغيرك أنّي أؤمن بالله؛ لأنّك لست الله ! ". و إذا كان الأمر كذلك؛ فدعنا نتحدّث من هذا المنطلق لكي نقول لك أن هيّا تجاهل رأيي و رأي الآخرين في إيمانك و اثبت لنفسك أنت - فقط - أنّك تؤمن به - تبارك و تعالى - ... أو و لِنَقُل إثبت له هو (عزّ و جلّ) أنّك تؤمن به ... ... ... - بعد برهة من التفكير - ... هه؟ ... ماذا بك؟ ... ألا تستطيع أن تجد الوسيلة التي تستطيع إقناع نفسك من خلال آدائها أنّك تؤمن بالحقّ تبارك و تعالى؟ ... يا تُرى لماذا؟ .. لماذا لا تجدها؟ ... أحسب أنّ الجواب عندي. أرى أنّك مهما بذلت من جهدٍ في التفكير لن تصل إلى جوابٍ شافٍ إلا أنّ آداء الصلاة و ما غيرها من فروض الإسلام الخمسة هي الطريق الوحيد لتثبت لله و لنفسك و للآخرين أنّك من المؤمنين الموحّدين بالله ... لماذا؟ ... لأنّه مما لا جدال فيه - و معلوم لكلّ متعلّم - أنّ من يؤمن بشيء أو شخص أو إلهٍ ما فعليه أن يؤدّي ما يفرضه عليه ما يؤمن به. فالمؤمن بنظريّة فلسفيّة في الحياة يطبّق ما تقوله تلك الفلسفة على نواحي حياته المختلفة؛ و المؤمن بأنّ التلفاز هو وسيلة ترفيهه المفضّلة فهو يلتزم بالجلوس أمام التلفاز ما لا يقلّ عن ثلاث ساعات يوميّاً؛ و حتى لاعب الكرة الذي يؤمن بالنصر في مبارياته يلتزم بالتوجّه بالكرة تجاه مرمى الخصم طيلة وقت المباراة. فالإيمان التزام؛ بغضّ النظر عمّا تؤمن به.

و إذا عدنا إلى قضيّتنا التي نتحدّث فيها؛ و هي الإيمان بالله وعلاقة إقامة الصلاة بذلك الإيمان؛ فسنجد أنّك إذا كنت ما زلت مصرّاً على أنّك مؤمن به - عزّ و جلّ - ؛ فينبغي عليك أن تكون مصلّياً .. لأنّ - بكلّ بساطة - الله هو من فرض تلك الصلاة على من يؤمن به (تذَكّر الأمثلة المذكورة بالفقرة السابقة و قارن) ... فلاعب الكرة الذي تحدّثنا عنه هو أنت؛ و هدفه في مباراته هو تحقيق النصر بينما هدفك أنت في الحياة هو بلوغ الجنّة؛ مدّة المباراة للاعب حوالي الساعة و النصف بينما مدّة مباراتك فهي عمرك الذي تعيشه؛ و وسيلة تحقيقه للنّصر هي الهجوم المتواصل تجاه مرمى خصمه بينما وسيلة ضمانك الجنّة هي آداء ما فرضه خالقك و خالق الجنّة عليك ... تلك هي قواعد الفوز في مباراته و هذه هي قوانين فوزك بالجنّة ... فهل أنت منفذ ؟
النقطة الأهمّ التي تبادرت إلى ذهني فور ذكر المقارنة السابقة هي ملاحظة أنّ مصير لاعب الكرة إذا انهزم هو مجرّد بعض الإهانات من الجمهور إضافة إلى بعض الانتقادات من الصحافة بل و لدى اللاعب فرصة للتعويض في مباريات قادمة؛ أمّا أنت يا مسكين ففرصتك واحدة .. وإذا كنت من العاصين فينتظرك الجحيم أنت و أمثالك فيها خالدين ! و رغم ذلك؛ هناك ما هو أكثر خطورة و أشدّ وطأة؛ و هو أنهّ إذا ألغيت مباراة اللاعب فجأة في أثنائها فهو لن يجني سوى الراحة من جهد كان سيبذله في الحركة؛ و لكن هل تدري أنت ما هو عمرك؟ هل أنت متأكّد بأنّه لن يتمّ إلغاؤك من عالم الأحياء بعد أن تفرغ من قراءة هذا المقال؟ بل اللحظة التالية؟ بل قل الآن و فوراً؟ إذا كنت من العاقلين فأرجوك ارمي ما تقرأه الآن و اذهب لتعلن توبتك لله ربّ العالمين.

الصلاة عماد الدين حقّاً ... و تلك الحقيقة لا جدال فيها؛ و تارك الصلاة فهو تارك للدين. ألست مصدّقاً لما أقوله لك؟ حسناً تعال ليبرز كلّ منّا براهينه و يعرض أسانيده !

****************************

أجمع العلماء على كفر من ترك الصلاة جحودا لها أو استخفافا واستهزءا بشأنها، واختلفوا فيمن تركها تكاسلا فجمهور الفقهاء أجمعوا على فسقه و على أن يوكل أمره إلى الله، والإمام أحمد وعدد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أجمعوا على كفره.
وواجب المجتمع نحو تارك الصلاة هو الدعوة بالحسنى أولا فإن لم تنفع معه الموعظة والدعوة فعلى المجتمع مقاطعته حتى يعود إلى رشده ويئوب إلى وعيه، فلا يزوج ولا يوظف عند أحد من المسلمين، وليقاطع حتى يعرف خطورة ما هو عليه من تركه لفرض من فرائض الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة.

فإذا كنت من المتكاسلين ... فلا تبتهج باختلاف الفقهاء في الحكم بشأنك؛ لأنّك يا إمّا أن تكون فاسقاً أو كافراً والعياذ بالله. و إذا أخذنا بالحكم الأخفّ - رغم كونه لعنة - .. فهل ترضى بأن تكتب عند ربّك من الفاسقين ؟! بل و لماذا تضع نفسك موضع شبهة مخلّة مثل تلك؟ هل تعلم ما هو العذاب الذي ينتظر الفاسق ؟ هذا ليس موضوعنا الآن؛ و لكنّك بالتأكيد تتحسّس - إذا كنت لا تعرف قدر ذلك العذاب - مدى فداحة الأمر.

ما الرأي في إنسان عينته هيئة أو مؤسسة لأداء وظيفة محددة، يتقاضى منها راتبه، ويكون مسئولاً عنها، ولكنه لم يؤد حق الوظيفة عليه، فتخلف عن العمل أيامًا كاملة أو ساعات من أيام، وهو قادر مختار ليس بمريض ولا مقهور؟
قد يختلف أعضاء لجنة الرأي في مثل هذا الموظف: فيرى بعضهم أنّه أخلّ بالتزاماته الجوهريّة نحو عمله؛ فلا عقوبة له إلا بفصله و حرمانه من وظيفته؛ و يرى آخرون أن يجازى بعقوبة أخرى غير الفصل ما دام غير مستخف بالعمل و لا مستهزيء به.
وهذا المثل يوضح لنا موقف أئمة الإسلام في المسلم الذي ترك العبادات عمدًا وبخاصة الصلوات المفروضة اليومية.
فيرى بعضهم أن الوظيفة الأولى للمسلم، بل للإنسان في الحياة، هي عبادة الله وحده، وتركها يعد إخلالاً بعمل المسلم الجوهري، فلهذا لا يستحق هذا اسم الإسلام، ولا الانضواء تحت لوائه. و يؤيّد هذا الرأي ما جاء في الحديث الصحيح "بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة". (رواه مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و أحمد). و قال الرسول - عليه الصلاة و السلام - أيضاً: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر."
ويرى آخرون أنه إذا لم يكن منكرًا ولا مستخفًا بفرائض الإسلام، وكان مقرًا بتقصيره، نادمًا عليه، توّاقًا إلى التوبة، فهذا يظل في زمرة المسلمين محكومًا له بالإسلام.

ذلك أن تارك الصلاة أحد رجلين:
1- إما أن يتركها إنكارًا لوجوبها، أو استخفافًا بها، واستهزاء بحرمتها فهذا كافر مرتد بإجماع المسلمين. وهو مثل الكفار الذين وصفهم الله بقوله:
(وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هُزُوًا ولعبًا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). [المائدة: 58].
2- و إمّا ان يتركها كسلاً؛ و انشغالاً بالدنيا؛ و اتّباعاً للهوى و وسوسة الشيطان؛ فهذا قد اختلف فيه العلماء: هل هو كافر أم فاسق؟ وإذا كان فاسقًا فهل يستحق القتل أم يكفي التعزيز بالضرب والحبس؟
قد تسأل قائلاً: " و هل يستطيع أحدهم أن يأتي ليقتلني أو حتى ليضربني و يحبسني في هذا الزمان؟ إنّ مكان مرتكب ذلك الفعل سيكون الحبس بدلاً منّي! ". أقول لك هنا أيضاً لا تبتهج؛ فعدم تطبيق الأحكام الإسلاميّة على أمثالك اليوم ليس معناه أنّك قد خلُصت من هذا العقاب - الذي هو رحمة لك في الواقع - !
" رحمة؟! أتهذي أنت يا رجل أم ماذا بك؟! " ... أليس هذا هو قول شيطانك الموسوس لعقلك الآن؟ و لكنّي ما زلت أؤكد لك أنّ إقامة حدود الشريعة تلك التي تبدو قاسية في ظاهرها لهو رحمة لك؛ أتعرف لماذا؟ ذلك يرجع لسببين:
- السبب الأوّل هو أنّ تلك ألأحكام إن طبّقت فستخيف ضعاف النّفوس محبّي الدنيا (أمثال تاركي الصلاة بدون عذر)؛ و بالتّالي سيضطرون إلى الصلاة مما يؤدي لتقليل تلك الظاهرة اللعينة و بالتالي سينتج عن ذلك توفير بيئة صالحة لأطفالنا يرون فيها الجميع مصلّين مما سيجعل استعدادهم النفسي للصلاة كبير؛ و الله هو الهادي إلى أن تكون قلوبهم مصلّية كما هي أبدانهم. أمّا عن قلوب المجبرين على الصلاة فهذا لا شأن لنا كبشر به لأنّه يدخل في نطاق سرائر النفوس و قدراتنا المحدودة كبشر مما ذكرناه آنفاً في الفقرة الأولى.
- السبب الثاني الذي يدفعني لأؤكّد أن أحكام الحدود الشرعيّة هي رحمة في باطنها هو أنّ رفع العذاب الدنيوي المفترض تطبيقه على تاركي الصلاة عمداً سيؤدّي لأنّ يُدّخر لهم في الآخرة مما سيكون أعظم و أهول!
و بهذا نجد منفعة جماعيّة و فرديّة لتطبيق أحكام الحدود. أليست برحمة حقاً؟

و القرآن - كلام الله عزّ و جلّ - يجعل ترك الصلاة من خصائص الكفار: (و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون). [المرسلات:48] وقال في وصفهم يوم القيامة: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون). [القلم:43]
ولا يستحق عصمة الدم وأخوة المسلمين في نظر القرآن إلا من تاب من الشرك وأقام الصلاة، وآتي الزكاة، قال تعالى في شأن المشركين المقاتلين: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم). [التوبة: 5]. و قال بعد ذلك: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين). [التوبة: 11].
ويحدثنا القرآن عن صورة من صور الآخرة. حيث الكفرة المجرمون في نار سقر، والمؤمنون من أصحاب اليمين يسألونهم: (ما سلككم في سقر؟) أي ما الذي أدخلكم هذه النار؟ (قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين). [المدّثر:42]. فكان أول مظهر من مظاهر كفرهم وإجرامهم أنهم لم يكونوا من المصلين.

وأخبر القرآن عن المنافقين انهم إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، فكيف بمن لا ينهض إلى الصلاة أبدًا؛ لا نشيطاً و لا كسلاناً؟ هذه هي نصوص القرآن في تارك الصلاة. و السنّة بها العديد من النصوص التي تدعم نفس الإتّجاه؛ فالرّسول - عليه الصلاة و السّلام - كان (لا ينطق عن الهوى) كما يقول عنه القرآن الكريم.
و ما نقله الأئمة الحفّاظ عن الصحابة ومن بعدهم في تكفير من ترك صلاة واحدة متعمدًا حتى يخرج جميع وقتها موحّدة و واضحة، فكيف يكون رأيهم فيمن سلخ من عمره سنين تطول أو تقصر ولم يحن جبهته لله ساجدًا في يوم من الأيام؟ هذا هو تارك الصلاة. فإمّا أنه كافر إذا تركها منكرًا لها أو مستخفًا بوجوبها.
وإذا لم يكن منكرًا ولا مستخفًا فهو بين أن يكون كافرًا مرتدًا كما هو ظاهر الأحاديث، وظاهر ما أفتى به الصحابة ومن بعدهم، وأن يكون فاسقًا بعيدًا عن الله. فأخف الآراء فيه أنه فاسق يخشى عليه الكفر.
فمما لا ريب فيه أن الذنوب يجر بعضها إلى بعض، فالصغائر تجرّ إلى الكبائر، والكبائر تجرّ إلى الكفر و العياذ بالله.

ولهذا يجب على كل من ينتسب إلى الإسلام أن يراجع نفسه، ويتوب إلى ربه، ويصحح دينه؛ ويصمم على إقامة الصلاة. كما يجب على المتدينين أن يقاطعوا كل تارك للصلاة، مصرّ على تركها، بعد أن يسدوا إليه النصيحة، ويأمروه بالمعروف، وينهوه عن المنكر.
قال الإمام ابن تيمية في تارك الصلاة: لا ينبغي السلام عليه، ولا إجابة دعوته.
وكذلك لا يجوز للأب أن يزوج ابنته من تارك للصلاة لأنه في الحقيقة ليس بمسلم وليس أهلاً لها. ولا أمينًا عليها، ولا على أولادها.
ولا يجوز لصاحب المؤسسة أن يوظف تارك الصلاة لأنه يعينه برزق الله على معصية الله، ومن ضيع حق الله الذي خلقه وسواه فهو لحقوق عباده أكثر تضييعًا وإهمالاً.

ومن هنا تتضح مسئولية المجتمع عن هذه الفريضة التي هي عماد الدين، والتي لم يجعل الله لأحد عذرًا في تركها، إلا أن يكون مريضًا مرضًا أفقده وعيه بحيث لا يفهم الخطاب وما دون ذلك من الأمراض لا تسقط به الصلاة ولو كان قعيدًا، أو مشلولاً، أو مثخنًا بالجراح. فماذا عنك يا سويّ؛ يا سليم العقل؟ أمازلت مصرّاً على أن تكون ممّن لا يستحقّوا حتى أن يُلقى السّلام عليهم؟ إنّ الله - عزّ و جلّ - قد ألزم طائر كلّ منّا في عنقه ... فأنت ستُسأل عن أعمالك يوم العرض على الجبّار.
النبي - صلى الله عليه و سلّم - قال: " عرا الإسلام، وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم:شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان."

وكفى بهذا الحديث وأمثاله زاجرًا ورادعًا لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

الله هو المستعان؛ و الله هو الموفِق. و الله أعلم.

No comments: