Wednesday, January 25, 2006

الإنتماء التائه

يوم سماءه ملبّدة بالغيوم ... شوارعه مزدحمة ... معالم ليست بالجديدة على شتاء قاهرة القرن الحادي و العشرين .. لكن ما هو مميّز حتما هو تلك الأعلام المصرية التي ترفرف في أيادي كثير من المشاة و قائدي السيارات .. بل في بعض الأحيان إعتلت الأعلام السيارات، خصوصا سيارات الأجرة حيث يرجع هذا لرغبة قائديها في إجتذاب الزبائن الذاهبين لإستاد القاهرة الدولي لمشاهدة تلك المباراة الدولية المقامة بين فريق مصر القومي لكرة القدم و فريق المغرب الشقيق .. تشعر بالحماس يخرج شررا من أعين الناس .. و السعادة ترسم الإبتسامة على شفاهم .. إن لم تكن من أهلها لظننت أنّ اليوم عيد أو أنّ إنجازا قوميا على مشارف أن يتحقق .. لكنّه للأسف يعود لأنّ هناك مباراة رياضية ستقام مساء اليوم!

إذا تأمّلت في هذه المظاهر .. سيصيبك العجب و الإستغراب حتما من هذا الإنتماء و التجمهر الملفت حول مباراة كروية لا تعدو كونها مجرد منافسة رياضية ينال خيرها المحسن و يخسرها المقصّر .. و رغم الخسائر و الكبوات التي تلقاها فرق كرة القدم المصرية و بشكل يكاد يكون متتالي، فإنّ تلك الجماهير ما زالت مصرّة على متابعة فرق تلك الرياضة الأكثر الشعبية في العالم منتظرين نصرا يغيّر من مرارة الهزيمة و الدونية التي صارت من أعمدة الشعور العام في الشارع العربي .. إذاً! فالمسألة نفسية قومية أكثر منها مجرّد تشجيع أجوف لفرق رياضية لا يأبه نجومهم لتشجيع و حبّ جمهورهم.

يطرق الأجراس بعقولنا هنا سؤالا ملحّا: ما دام ذلك الإنتماء مستعرّا في قلوب الشعوب ... فأين يقف شعبنا بين الشعوب المتقدمة و من تنفيس ذلك الحماس و تلك الحمية في سبيل خدمة أوطانهم؟ الإجابة معروفة ضمنا .. لكن الأسباب هي التي تحتاج لعرض و تحليل إن إحتاج الأمر.

من الواضح في بلادنا العربية أن هناك طاقات طبيعية مكبوتة في نفوس الناس .. تلك الطاقات لها منفذ و مخرج واحد .. لكنّها تجد طرقا متشعّبة لتسلكها لحظة خروجها. فمنها طرق شرعية و طرق أخرى غير شرعية. و العالم مليء بالجماعات ذات الإنتماءات و الإهتمامات المختلفة ... و الإنتماءات أنواع؛ فمنها الوطني و منها السياسي و منها الفني و الإجتماعي الخيري و كذلك الإنتماء الديني. في المعتاد يجمع الإنسان المعاصر الناجح بين عدد من الإنتماءات في عدة مجالات، فإنتماءه لوطنه شيء و إنتماءه لفريق رياضي شيء آخر، و إنتماءه لمجتمعه و أهله شيء بينما إهتمامه بأعمال كاتب أو مفكّر شيء آخر؛ فلا يؤثر هذا على ذاك و لا العكس يحدث. لكن كلّ إنتماء فيهم تُفرّغ به طاقات نفسية ممّا يسدّ إحتياجات روحية وعقلية و فكرية مختلفة؛ و بذلك تجد الطاقات الداخلية للإنسان ملاذها بدلا من أن تكبت و تصبح مع الوقت مصدر ضرر و ضرار على الفرد و المجتمع من حوله.

بالعودة إلى شعوبنا نجد أن كلّ تلك الطاقة الإنتمائية يتمّ توفير منافذ معدودة و محدودة لتفرّغ بها تكاد لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة. فالإنسان العربي لا يعبّيء ميوله إلا في إتجاهات محددة – أغلبها تافه بلا هدف نافع -، و هي معروفة لدا جميع من عايش المنطقة العربية: يبدأها بالإنتماء لفرق كرة القدم المسنودة بدعم إعلامي هائل لأحداث بطولاتها و نشر أخبار فرقها و أولئك المدعوين كنجوم اللعبة، و تتميّز المنافسات الرياضية (المزيّنة عندنا) بأنّها قادرة على جذب إهتمام جميع شرائح المجتمع و مختلف طوائفه. يلي كرة القدم الإهتمامات الفنيّة بالممثلين و المغنيين و المطربين إلى القائمين على المهن التي تندرج تحت ذلك البند، و قد يقوم ذلك بشدّ إنتباه من تبقوا من شرائح المجتمع الأعلى التي تعاني من فراغ يشجّع على الهوس بالفنّ و أهله. لم نرى إلا نادرا أحد المهتمين بالحركة الثقافية أو العلمية من بيننا، هذا بالطبع إلى جانب إنعدام الأنشطة السياسية، و سلبية الجهات الإجتماعية تجاه دعوة الناس للمشاركة في العمل العام و خدمة المجتمع، و يضاف إلى كل ما سبق الأزمات الإقتصادية الطاحنة التي تجعل كلّ فرد لا همّ له سوى همّه و بالتالي لا يجد داعي ليبحث عن ما ينمّي معارفه و لا يشعر بضرورة أن يشارك في مساعدة الآخرين طالما لم يسدّ إحتياجاته الأساسية؛ و يغلّف إنعدام الوعي و الإدراك الديني و محاولات تنحية دور الدين الحقيقي جانبا من حياة الناس كل تلك العوامل مما يؤدّي لأن يصبّ فرد يعيش في محيط كهذا – و مثله أغلبية – كل أوقات فراغه في محاولة إلتقاط أنفاسه من لهاث السعي وراء الرزق و من المتعارف عليه أن الذكور يجدون ملاذهم في متابعة بطولات الرياضة و الإناث يحرصون على متابعة أخبار الفنون الغير هادفة كالغناء و المسلسلات عديمة الحكمة على شاشات التلفاز.

أمّا عن الشباب فمن المفجع مطالعة حال إهتماماتهم التي تنصبّ كلّها في مثل تلك الأمور مع إستثناء السعي وراء العلم و إستبداله بالسعي وراء اللهو الضار أو الغير نافع بألوانه المتعددة.

أما عن من لم تنجح معهم كلّ تلك الوسائل؛ فلا تسألني عن أولئك الذين لم يجدوا ما يفرّغوا به طاقاتهم (سواء في نفع أو حتى ضرر)! يعاني العالم الآن الأمرّين من إستعمالهم كعرائس في تحريك نزعات التطرّف في كل شيء و كل مكان بإستغلال فراغهم و طاقاتهم التي لم تجد لها مرحّب ولا مقدّر ... تعصّب أعمى صار ينتشر كالنار في الهشيم: سواء في أوساط فقراء الشرق أو بين مترفي الغرب. و صار كلّ شيء صالحا لأن يكون لعبة في أيدي بعض من يبغون نشر الفساد في الأرض ليستخرجوا من بين نيران العالم التي أشعلوها مصالحهم الخاصة اللامتناهية. كلّ ما نعانيه الآن هو نتاج عمل دءوب متواصل من قوى الشرّ و الظلام لإزهاق الحق ليأخذوا أكثر مما قسّم لهم كحقّ. جهود بدأت من سنين طويلة قد تتجاوز قرنا و أكثر لنشر الإلحاد و إضعاف فكرة الدين و إستبداله بالمادية و العلمانية و الشيوعية إلى ما آخره من أيديولجيّات متعاقبة و متتابعة، إذ لم نكن نسلم من إنهيار معقل إحداها حتى قامت لغيرها قائمة؛ جميعهم مختلفي الوسيلة لكن هدفهم واحد و مركّز لذوي البصيرة ألا و هو جرّ العالم إلى طرد الرحمة من جنباته و تحويله إلى غابة كبيرة يأكل فيها الكبير الصغير دون وجه حقّ و دون مراعاة لأدنى معنى للإنسانية أو للعدل.

فلم لا نفيق و ننأى بأنفسنا و لنأخذ بأيدي من هم حولنا للنجاة من تلك المخططات التي إن نجحت في سبر أعماقنا لأكلنا بعضنا البعض في الدنيا لنتبوّأ مقاعدنا في نيران الجحيم بالآخرة. فليعيد كل منا تعريفه لمعنى الحياة و لتكن دار إصلاح و بناء و علم و تكافل. و لنوزّع أوقاتنا التي نمضيها بالدنيا حتى يأخذ كل شيء حقه و بهذا نكسب الدنيا و الآخرة معا. فالله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.

Monday, January 23, 2006

أسامة: الجهاد المزعوم و الجهلاء التابعون

جاءني على البريد رسالة من صديق يبدو من مغزاها أنّه ينبش أعماقي ليعرف رؤيتي لأسامة بن لادن، المجاهد المغوار في عيون البعض – للأسف –، و المخرّب الإجرامي في رأي البعض، بل و العميل الأميركي في نظر البعض الآخر.

بعيدا عن الحكم على موقف أسامة و بعيدا عن تحديد مع أيّ معسكر يقف: سواء كان حقا من المتطرفين أو حتى إن كان مؤدّي للأدوار التي يبغي الأميركان من وراءها إحداث بلبلة و ذعرعالميين لكي يفتحا لهم طريقا مفروشا بالورود ليعيثوا في الأرض فسادا و نهبا و تخريبا؛ فأنا أؤمن بأن أسامة ما هو إلا مخرّب و مفسد في الأرض سواء كان متطرّفا خالصا أو متطرفا بصبغة صهيونية ماسونية – فأنا أرفض نعت أولئك الذين أقصدهم بالأميركان لأنّ في هذا ظلما لشعب بأكمله منه الصالح و منه الطالح: فقد يكونوا الصهاينة و أعوانهم، و قد يكونوا الماسونيون و أعوانهم، و قد يكون إتحاد محور الشرّ المتخفي: الصهاينة و الماسونيون و أعوانهما من أصحاب المصالح الذين لا يقف في وجههم قيم و لا أخلاق قد تمنعهم من بلوغ أهدافهم .. (أميل إلى الرأي الأخير لأنه ببساطة أكثرهم توافقا مع معطيات الأحداث على الساحة الدولية).

أما عن تلك الرسالة التي جاءتني فكان بها ما يشبه نصّ نثري تساؤلي تعجّبي مصبوغا بلون من لوم النفس و إحتقارها، و مظهرا ذلك الأسامة بأنّه البطل المصلح الذي لم تلد مثله أمتنا في هذا الزمان! و في نفس الوقت ينتقد كاتبها الذي لا أعرفه إكتفاءنا بالقبوع في منازلنا هانئين بينما أخوتنا في الدين يلقون أشدّ ألوان العذاب و التذبيح في شتى بقاع الأرض.

أثار غضبي تبجيل أسامة رغم إتفاقي مع نقد صمتنا المطبق تجاه حقوق أمتنا المسلوبة ... لكن هنا تختلف الوسائل.

فقتل الأبرياء و ترويع الآمنين و إستهداف أرواح النساء و الأطفال و الشيوخ و الرجال الغير مسلحين ليس من الإسلام في شيء .. و لا أؤمن أنّ هذا يرضي باريء الحياة البتة.

و لا أؤمن بأنّ التدمير سيحلّ عقدة و لن يصل بالبشر إلى حلّ أي مشكلة، بل يكون وبالا على الناس، و لن يأتي التدمير إلا بتدمير. دعونا ننظر إلى حالة أسامة و جماعته .. فبماذا عاد علينا جهادهم المزعوم؟ بل دعنا نسأل بماذا عاد على البشرية جمعاء؟ لا شيء إلا قتلا و تقتيلا و تدميرا و ترويعا و حتى أنهم قلبوا الموازين العالمية و سمحوا بإطلاق وحوش لا ترحم تغزو بلاد المسلمين بحجّة محاربة التطرف و التخريب، و الواقع ظاهر لأعين الناظرين أنّ المسألة ما هي إلا خطة مرتبة مسبقا لنهب الثروات و سلب الأمصار. و لا أحد يعترض، فمن يعترض يردّ عليه بأنظر إلى أفعال أسامة و أعوانه!

أما عن الجهاد فكيف يقتنع العقلاء بمفهوم أسامة الأخرق للجهاد الذي شرعه الله؟ هل يرضي الله أن يُفعل بخلقه ما يفعله أسامة؟ هل تتفق أفعال أسامة من ما تمليه الشريعة الإسلامية من أنّ محمداً عليه الصلاة و السلام قد أرسل رحمة للعالمين؟ هل تقول شريعة القرآن الكريم بأن يضرب المدنيين في ديارهم؟ يقول ربنا في القرآن الذي يتشدّق أسامة بإتباع هديه أن ? من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ?، فأين هذا الأسامة من ذلك؟ فهو لا يحارب محاربين و لا يستهدف مقاتلين؛ بل يقتل أنفسا لا علاقة لها بالقتال.

كتبت إرتجاليا بيوتا شعرية تكاد تكون نثرية لأردّ بهم على محتوى تلك الرسالة مع علمي أنّ هذا الردّ لن يصل لكاتب النصّ النثري، لكنّه قد يقلل من إمتعاضي على الأقل ... فهو قد عنوَن نصه بركاكة لغوية واضحة: "رسالة من أخ إلى كل واحد مسئول عن رأيه"، و لذلك إرتأيت أن أسمّي ردّي البسيط: "رد من مسئول عن رأيه إلى الأخ"، و فيه أقول:

و هل يا أسامة الجهاد هو ترويع الآمنين؟
أو سلب أرواح العزّل الغير مسلحين؟
فلتنظر ماذا فعلت بهذا الدين؟
أعطيت الذريعة ليفترسه سكان الجحيم
تسفك باسم الدين دماءالأبرياء من الآدميين
فإن كان هذا جهادك؛ فبئس من أفهمك معنى الدين

Sunday, January 08, 2006

الدعوة و ثورة الإعجاز العلمي في القرآن ... أيّ البدائل و السبل نتّبع؟

بمناسبة موضوع ظهور آيات الله في الآفاق أو ما يسمّى بالإعجاز العلمي الإسلامي.

فأودّ أن أبيّن و أوضّح أن أدقّ و أرقى الأعمال التي قام بها مسلمون في مجال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم و السنّة في عصرنا هذا تتمثّل في أعمال الكاتب و المفكّر التركي هارون يحيى.

فأعمال مؤسّسة هارون يحيى الدعوية ترقى حقّا لأعلى مستوى تقني و إعلامي ينافس ما تنتجه المؤسسات العلمية و كذلك محطّات التلفاز العلمية في مدى رقيّ و حداثة أسلوب العرض، بارك الله لهم و جزاهم خيرا.

يكتب هارون يحيى في مجالات عدّة من وجهة النظر الإسلامية متضمنّة الإيمانيات و إثبات الخلق و دحض الإلحاد و الكفر و المكتشفات العلمية و كذلك يكتب في أخلاق القرآن و إعجاز القرآن و السنّة، و يكتب هارون يحيى كذلك في القضايا السياسية الحرجة التي يتعرّض لها المسلمون في أرجاء العالم المختلفة.

تترجم أعمال هارون يحيى من التركية إلى ما يزيد عن إثني عشر 12 لغة منها العربية و الإنجليزية و الفرنسية و الألمانية و الأسبانية و الإيطالية و حتى اللغات الآسيوية الشرقية - حيث يمتدّ تأثيرها من الشرق الأوسط لأوروبا و الأميركتين و آسيا و أستراليا.

تعرض أعمال هارون يحيى - سواء كانت في صورة كتب أو أفلام وثائقية أو شرائط صوتية أو فلاشات أليكترونية - بالمجان على موقعه على الشبكة الدولية للمعلومات: الإنترنت - في سبيل العمل على نشرها و توزيعها في جميع أنحاء العالم في أسرع وقت.
تعرف أعمال هارون يحيى في أنحاء العالم في الأوساط العلمية و الفكرية بالخطر الأكبر على وجود نظريّات الإلحاد و الكفر المبتدعة مثل نظرية التطور و ما بني عليها من مذاهب فكرية إلحادية كالمادية و الشيوعية إلى ما آخره، لأنّه يثبت في أعماله بطلانها بالدلائل و البراهين المنطقية و العلمية بل و يقدّم الإسلام كحلّ نهائي و بديل لكلّ مشاكل العالم و حروبه و فساده بالبراهين و الأدلّة العلمية و العقلية و المنطقية القاطعة إعتمادا على القرآن و السنّة الشريفة.

نرجو نشر هذا الموقع بين النّاس مهما إختلفت أجناسهم أو ألسنتهم لأنّه يدعم لغات عدّة و يقدّم خدماته مجانا كما ذكر سالفا.

الموقع الرئيسي و هو باللغة الإنجليزية، و منه يمكن الوصول لصفحات اللغات الأخرى - و منها العربية - من خلال قائمة Languages على يمين الصفحة:
www.harunyahya.com

تحيّاتٍ عطرة،

عن الصلاة ... بين الفرضية و الواقعية!


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

في خضمّ الحياة و أمواجها .. و وسط الإغراءات المتهافتة أمام أعيننا و قلوبنا .. أصبحنا - نحن المسلمين - نتعامل مع الكثير من الأمور التي نواجهها في حياتنا و كأنّها من الأمور المُسَلّم بها منذ عهد الرسول؛ عليه و على آله أفضل الصلوات و التسليم؛ رغم أن حدوث أقلّها في عهد النبيّ أو ما تلاه - أي في عهد تولّي الصحابة للخلافة - يؤدِّي لأن تقوم الدنيا و لا تقعد حتى يتمّ الفصل في هذا الأمر من الخليفة نفسه إن تطلّب الوضع ذلك!
و لقد انتقيت لمقالي هذا يا سادة أمر من تلك الأمور التي أقصدها؛ و لكنّه يعدّ من أكثرها انتشارا و توغّلاً في أوساطنا هذه الأيّام ... ألا و هو ترك الصلاة و العياذ بالله.
ترك الصلاة؟! هل تعلم ما يعنيه هذا الأمر؟ هل فكّرت من قبل في سفاهة من يتحدّثون عن قيام الأمّة و توحيدها بينما هم غافلون عن أنّ ما كان يربط أوصال تلك الأمّة؛ التي يتشدّقون بالحديث عنها ليلاً و نهارا؛ً أصبح من النوادر التي قلّما تستطيع أن تجد من يمارسها من الشباب - السواعد التي من المفترض أن تقوم بها الوحدة - في زماننا هذا !
أريدك أن تسأل نفسك ... ما هي نسبة من يصلّون من معارفك من الشباب مقارنةً بتاركي الصلاة منهم؟ بالتأكيد الجواب سينزل على إدراكك كالصاعقة - هذا إن كان يهمّك أمر دينك أصلاً - ؛ و لا عزاء للمُهتمّين!

فالصلاة هي ما يربط أيّ مُسلم بإخوانه المسلمين؛ و لذلك لا قيام لأيّ وحدة لأمتّنا المنكوبة بنا إلا إذا أصبحت الأغلبيّة العظمى منّا من المصلّين. و إذا كان ردّك علي كلامي هذا بأنّ الإيمان بالله الواحد الأحد هو المربط المشترك بيننا ... فجوابي هو أننا كبشر لسنا عالمين بسرائر النفوس؛ و بالتالي لسنا قادرين على إدراك إيمان كلّ منّا بشكل مادّي محسوس؛ و بهذا نخلُص إلى أنّ لا حقّ لأحد فينا أن يدُّعِي إيمانه بالله حتى يأتي لنا ببرهان مبين (مرأي و محسوس لقدراتنا المحدودة كبشر)و هو أن يكون هو نفسه مقيم للصلاة التي فرضها الله - الذي يتحدّث ذلك الشخص عن الإيمان به - ! و كذلك نصل إلى السؤال و النقطة الأهمّ في تلك الفقرة: " هل أنت مؤمن في قرارة نفسك بالله - عزّ و جلّ - ؟ "

****************************


قد يأتي آتٍ و يخرِج لنا بمقولة منمّقة معروفة في أوساط المتحذلقين المعاندين من تاركي الصلاة؛ و هي قول " أنني لست في حاجة لأن أثبت لك أو لغيرك أنّي أؤمن بالله؛ لأنّك لست الله ! ". و إذا كان الأمر كذلك؛ فدعنا نتحدّث من هذا المنطلق لكي نقول لك أن هيّا تجاهل رأيي و رأي الآخرين في إيمانك و اثبت لنفسك أنت - فقط - أنّك تؤمن به - تبارك و تعالى - ... أو و لِنَقُل إثبت له هو (عزّ و جلّ) أنّك تؤمن به ... ... ... - بعد برهة من التفكير - ... هه؟ ... ماذا بك؟ ... ألا تستطيع أن تجد الوسيلة التي تستطيع إقناع نفسك من خلال آدائها أنّك تؤمن بالحقّ تبارك و تعالى؟ ... يا تُرى لماذا؟ .. لماذا لا تجدها؟ ... أحسب أنّ الجواب عندي. أرى أنّك مهما بذلت من جهدٍ في التفكير لن تصل إلى جوابٍ شافٍ إلا أنّ آداء الصلاة و ما غيرها من فروض الإسلام الخمسة هي الطريق الوحيد لتثبت لله و لنفسك و للآخرين أنّك من المؤمنين الموحّدين بالله ... لماذا؟ ... لأنّه مما لا جدال فيه - و معلوم لكلّ متعلّم - أنّ من يؤمن بشيء أو شخص أو إلهٍ ما فعليه أن يؤدّي ما يفرضه عليه ما يؤمن به. فالمؤمن بنظريّة فلسفيّة في الحياة يطبّق ما تقوله تلك الفلسفة على نواحي حياته المختلفة؛ و المؤمن بأنّ التلفاز هو وسيلة ترفيهه المفضّلة فهو يلتزم بالجلوس أمام التلفاز ما لا يقلّ عن ثلاث ساعات يوميّاً؛ و حتى لاعب الكرة الذي يؤمن بالنصر في مبارياته يلتزم بالتوجّه بالكرة تجاه مرمى الخصم طيلة وقت المباراة. فالإيمان التزام؛ بغضّ النظر عمّا تؤمن به.

و إذا عدنا إلى قضيّتنا التي نتحدّث فيها؛ و هي الإيمان بالله وعلاقة إقامة الصلاة بذلك الإيمان؛ فسنجد أنّك إذا كنت ما زلت مصرّاً على أنّك مؤمن به - عزّ و جلّ - ؛ فينبغي عليك أن تكون مصلّياً .. لأنّ - بكلّ بساطة - الله هو من فرض تلك الصلاة على من يؤمن به (تذَكّر الأمثلة المذكورة بالفقرة السابقة و قارن) ... فلاعب الكرة الذي تحدّثنا عنه هو أنت؛ و هدفه في مباراته هو تحقيق النصر بينما هدفك أنت في الحياة هو بلوغ الجنّة؛ مدّة المباراة للاعب حوالي الساعة و النصف بينما مدّة مباراتك فهي عمرك الذي تعيشه؛ و وسيلة تحقيقه للنّصر هي الهجوم المتواصل تجاه مرمى خصمه بينما وسيلة ضمانك الجنّة هي آداء ما فرضه خالقك و خالق الجنّة عليك ... تلك هي قواعد الفوز في مباراته و هذه هي قوانين فوزك بالجنّة ... فهل أنت منفذ ؟
النقطة الأهمّ التي تبادرت إلى ذهني فور ذكر المقارنة السابقة هي ملاحظة أنّ مصير لاعب الكرة إذا انهزم هو مجرّد بعض الإهانات من الجمهور إضافة إلى بعض الانتقادات من الصحافة بل و لدى اللاعب فرصة للتعويض في مباريات قادمة؛ أمّا أنت يا مسكين ففرصتك واحدة .. وإذا كنت من العاصين فينتظرك الجحيم أنت و أمثالك فيها خالدين ! و رغم ذلك؛ هناك ما هو أكثر خطورة و أشدّ وطأة؛ و هو أنهّ إذا ألغيت مباراة اللاعب فجأة في أثنائها فهو لن يجني سوى الراحة من جهد كان سيبذله في الحركة؛ و لكن هل تدري أنت ما هو عمرك؟ هل أنت متأكّد بأنّه لن يتمّ إلغاؤك من عالم الأحياء بعد أن تفرغ من قراءة هذا المقال؟ بل اللحظة التالية؟ بل قل الآن و فوراً؟ إذا كنت من العاقلين فأرجوك ارمي ما تقرأه الآن و اذهب لتعلن توبتك لله ربّ العالمين.

الصلاة عماد الدين حقّاً ... و تلك الحقيقة لا جدال فيها؛ و تارك الصلاة فهو تارك للدين. ألست مصدّقاً لما أقوله لك؟ حسناً تعال ليبرز كلّ منّا براهينه و يعرض أسانيده !

****************************

أجمع العلماء على كفر من ترك الصلاة جحودا لها أو استخفافا واستهزءا بشأنها، واختلفوا فيمن تركها تكاسلا فجمهور الفقهاء أجمعوا على فسقه و على أن يوكل أمره إلى الله، والإمام أحمد وعدد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أجمعوا على كفره.
وواجب المجتمع نحو تارك الصلاة هو الدعوة بالحسنى أولا فإن لم تنفع معه الموعظة والدعوة فعلى المجتمع مقاطعته حتى يعود إلى رشده ويئوب إلى وعيه، فلا يزوج ولا يوظف عند أحد من المسلمين، وليقاطع حتى يعرف خطورة ما هو عليه من تركه لفرض من فرائض الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة.

فإذا كنت من المتكاسلين ... فلا تبتهج باختلاف الفقهاء في الحكم بشأنك؛ لأنّك يا إمّا أن تكون فاسقاً أو كافراً والعياذ بالله. و إذا أخذنا بالحكم الأخفّ - رغم كونه لعنة - .. فهل ترضى بأن تكتب عند ربّك من الفاسقين ؟! بل و لماذا تضع نفسك موضع شبهة مخلّة مثل تلك؟ هل تعلم ما هو العذاب الذي ينتظر الفاسق ؟ هذا ليس موضوعنا الآن؛ و لكنّك بالتأكيد تتحسّس - إذا كنت لا تعرف قدر ذلك العذاب - مدى فداحة الأمر.

ما الرأي في إنسان عينته هيئة أو مؤسسة لأداء وظيفة محددة، يتقاضى منها راتبه، ويكون مسئولاً عنها، ولكنه لم يؤد حق الوظيفة عليه، فتخلف عن العمل أيامًا كاملة أو ساعات من أيام، وهو قادر مختار ليس بمريض ولا مقهور؟
قد يختلف أعضاء لجنة الرأي في مثل هذا الموظف: فيرى بعضهم أنّه أخلّ بالتزاماته الجوهريّة نحو عمله؛ فلا عقوبة له إلا بفصله و حرمانه من وظيفته؛ و يرى آخرون أن يجازى بعقوبة أخرى غير الفصل ما دام غير مستخف بالعمل و لا مستهزيء به.
وهذا المثل يوضح لنا موقف أئمة الإسلام في المسلم الذي ترك العبادات عمدًا وبخاصة الصلوات المفروضة اليومية.
فيرى بعضهم أن الوظيفة الأولى للمسلم، بل للإنسان في الحياة، هي عبادة الله وحده، وتركها يعد إخلالاً بعمل المسلم الجوهري، فلهذا لا يستحق هذا اسم الإسلام، ولا الانضواء تحت لوائه. و يؤيّد هذا الرأي ما جاء في الحديث الصحيح "بين الرجل و بين الكفر ترك الصلاة". (رواه مسلم و أبو داود و الترمذي و ابن ماجه و أحمد). و قال الرسول - عليه الصلاة و السلام - أيضاً: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر."
ويرى آخرون أنه إذا لم يكن منكرًا ولا مستخفًا بفرائض الإسلام، وكان مقرًا بتقصيره، نادمًا عليه، توّاقًا إلى التوبة، فهذا يظل في زمرة المسلمين محكومًا له بالإسلام.

ذلك أن تارك الصلاة أحد رجلين:
1- إما أن يتركها إنكارًا لوجوبها، أو استخفافًا بها، واستهزاء بحرمتها فهذا كافر مرتد بإجماع المسلمين. وهو مثل الكفار الذين وصفهم الله بقوله:
(وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هُزُوًا ولعبًا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون). [المائدة: 58].
2- و إمّا ان يتركها كسلاً؛ و انشغالاً بالدنيا؛ و اتّباعاً للهوى و وسوسة الشيطان؛ فهذا قد اختلف فيه العلماء: هل هو كافر أم فاسق؟ وإذا كان فاسقًا فهل يستحق القتل أم يكفي التعزيز بالضرب والحبس؟
قد تسأل قائلاً: " و هل يستطيع أحدهم أن يأتي ليقتلني أو حتى ليضربني و يحبسني في هذا الزمان؟ إنّ مكان مرتكب ذلك الفعل سيكون الحبس بدلاً منّي! ". أقول لك هنا أيضاً لا تبتهج؛ فعدم تطبيق الأحكام الإسلاميّة على أمثالك اليوم ليس معناه أنّك قد خلُصت من هذا العقاب - الذي هو رحمة لك في الواقع - !
" رحمة؟! أتهذي أنت يا رجل أم ماذا بك؟! " ... أليس هذا هو قول شيطانك الموسوس لعقلك الآن؟ و لكنّي ما زلت أؤكد لك أنّ إقامة حدود الشريعة تلك التي تبدو قاسية في ظاهرها لهو رحمة لك؛ أتعرف لماذا؟ ذلك يرجع لسببين:
- السبب الأوّل هو أنّ تلك ألأحكام إن طبّقت فستخيف ضعاف النّفوس محبّي الدنيا (أمثال تاركي الصلاة بدون عذر)؛ و بالتّالي سيضطرون إلى الصلاة مما يؤدي لتقليل تلك الظاهرة اللعينة و بالتالي سينتج عن ذلك توفير بيئة صالحة لأطفالنا يرون فيها الجميع مصلّين مما سيجعل استعدادهم النفسي للصلاة كبير؛ و الله هو الهادي إلى أن تكون قلوبهم مصلّية كما هي أبدانهم. أمّا عن قلوب المجبرين على الصلاة فهذا لا شأن لنا كبشر به لأنّه يدخل في نطاق سرائر النفوس و قدراتنا المحدودة كبشر مما ذكرناه آنفاً في الفقرة الأولى.
- السبب الثاني الذي يدفعني لأؤكّد أن أحكام الحدود الشرعيّة هي رحمة في باطنها هو أنّ رفع العذاب الدنيوي المفترض تطبيقه على تاركي الصلاة عمداً سيؤدّي لأنّ يُدّخر لهم في الآخرة مما سيكون أعظم و أهول!
و بهذا نجد منفعة جماعيّة و فرديّة لتطبيق أحكام الحدود. أليست برحمة حقاً؟

و القرآن - كلام الله عزّ و جلّ - يجعل ترك الصلاة من خصائص الكفار: (و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون). [المرسلات:48] وقال في وصفهم يوم القيامة: (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون). [القلم:43]
ولا يستحق عصمة الدم وأخوة المسلمين في نظر القرآن إلا من تاب من الشرك وأقام الصلاة، وآتي الزكاة، قال تعالى في شأن المشركين المقاتلين: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم). [التوبة: 5]. و قال بعد ذلك: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين). [التوبة: 11].
ويحدثنا القرآن عن صورة من صور الآخرة. حيث الكفرة المجرمون في نار سقر، والمؤمنون من أصحاب اليمين يسألونهم: (ما سلككم في سقر؟) أي ما الذي أدخلكم هذه النار؟ (قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين). [المدّثر:42]. فكان أول مظهر من مظاهر كفرهم وإجرامهم أنهم لم يكونوا من المصلين.

وأخبر القرآن عن المنافقين انهم إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، فكيف بمن لا ينهض إلى الصلاة أبدًا؛ لا نشيطاً و لا كسلاناً؟ هذه هي نصوص القرآن في تارك الصلاة. و السنّة بها العديد من النصوص التي تدعم نفس الإتّجاه؛ فالرّسول - عليه الصلاة و السّلام - كان (لا ينطق عن الهوى) كما يقول عنه القرآن الكريم.
و ما نقله الأئمة الحفّاظ عن الصحابة ومن بعدهم في تكفير من ترك صلاة واحدة متعمدًا حتى يخرج جميع وقتها موحّدة و واضحة، فكيف يكون رأيهم فيمن سلخ من عمره سنين تطول أو تقصر ولم يحن جبهته لله ساجدًا في يوم من الأيام؟ هذا هو تارك الصلاة. فإمّا أنه كافر إذا تركها منكرًا لها أو مستخفًا بوجوبها.
وإذا لم يكن منكرًا ولا مستخفًا فهو بين أن يكون كافرًا مرتدًا كما هو ظاهر الأحاديث، وظاهر ما أفتى به الصحابة ومن بعدهم، وأن يكون فاسقًا بعيدًا عن الله. فأخف الآراء فيه أنه فاسق يخشى عليه الكفر.
فمما لا ريب فيه أن الذنوب يجر بعضها إلى بعض، فالصغائر تجرّ إلى الكبائر، والكبائر تجرّ إلى الكفر و العياذ بالله.

ولهذا يجب على كل من ينتسب إلى الإسلام أن يراجع نفسه، ويتوب إلى ربه، ويصحح دينه؛ ويصمم على إقامة الصلاة. كما يجب على المتدينين أن يقاطعوا كل تارك للصلاة، مصرّ على تركها، بعد أن يسدوا إليه النصيحة، ويأمروه بالمعروف، وينهوه عن المنكر.
قال الإمام ابن تيمية في تارك الصلاة: لا ينبغي السلام عليه، ولا إجابة دعوته.
وكذلك لا يجوز للأب أن يزوج ابنته من تارك للصلاة لأنه في الحقيقة ليس بمسلم وليس أهلاً لها. ولا أمينًا عليها، ولا على أولادها.
ولا يجوز لصاحب المؤسسة أن يوظف تارك الصلاة لأنه يعينه برزق الله على معصية الله، ومن ضيع حق الله الذي خلقه وسواه فهو لحقوق عباده أكثر تضييعًا وإهمالاً.

ومن هنا تتضح مسئولية المجتمع عن هذه الفريضة التي هي عماد الدين، والتي لم يجعل الله لأحد عذرًا في تركها، إلا أن يكون مريضًا مرضًا أفقده وعيه بحيث لا يفهم الخطاب وما دون ذلك من الأمراض لا تسقط به الصلاة ولو كان قعيدًا، أو مشلولاً، أو مثخنًا بالجراح. فماذا عنك يا سويّ؛ يا سليم العقل؟ أمازلت مصرّاً على أن تكون ممّن لا يستحقّوا حتى أن يُلقى السّلام عليهم؟ إنّ الله - عزّ و جلّ - قد ألزم طائر كلّ منّا في عنقه ... فأنت ستُسأل عن أعمالك يوم العرض على الجبّار.
النبي - صلى الله عليه و سلّم - قال: " عرا الإسلام، وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم:شهادة أن لا إله إلا الله، والصلاة المكتوبة، وصوم رمضان."

وكفى بهذا الحديث وأمثاله زاجرًا ورادعًا لمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان.

الله هو المستعان؛ و الله هو الموفِق. و الله أعلم.

Reflections

عن الصلاة ... بين الفرضية و الواقعية

الدعوة و ثورة الإعجاز العلمي في القرآن ... أيّ البدائل و السبل نتّبع؟

The World In My Eyes

أسامة: الجهاد المزعوم و الجهلاء التابعون

Tuesday, January 03, 2006

About this blog

Welcome to Around the Cube!

In our extremely huge and expanding universe, everything has a center around which it revolves. Look attentively at any celestial or atomic object: you will find that it has got its own circular orbit around a specific center.

A fact like this makes you wonder if every tangible thing has his, her or its own center? Likewise, it may make you wonder if intangible things have their own centers too? Have you ever considered before that the whole universal system may have a unique center around which everything circulates?

This blog is the space where I can move and revolve freely while my mind explores different issues. So if you're interested in accompanying me while I revolve, you're welcome to join me. As for the others: Cubic and other orbits don't exist. If you would like to make trouble, be inflexible or oppose natural logic, your presence is not welcome here.

Feel free and enjoy it!