Thursday, October 04, 2007

أطبق على متبلدين شكا خمولهم الذباب.. لم يعرفوا لون السماء لفرط ما انحنت الرقاب

أطبق على متبلدين شكا خمولهم الذباب
لم يعرفوا لون السماء لفرط ما انحنت الرقاب
ولفرط ما ديست رؤوسهم كما ديس التراب


كتب الشاعر العراقي الجواهري* (1899-1997) قصيدته "أطبق دجي"، ذاما فيها تبلد الشعوب العربية وانعدام شعورها تجاه حقوقها المسلوبة، وقبولها بأقل القليل مما عرفه العالم من حقوق أساسية للبشر، بل وتقاعس الكثيرين منهم (في زمن كتابة القصيدة) عن صد عدوان الاستعمار الغربي لبلاد الشرق..

ومما يدعو للاستغراب هنا، هو أن من تذمهم القصيدة يبدو وكأنهم صاروا مخلدين بيننا، فالاستعمار قد عاد، والذين يقبلون "عيشة الكلاب" -على حد وصف الشاعر- منتشرين كغثاء السيل بيننا.. يقول شاعرنا:


أطبق دجى أطبق ضباب ..... أطبق جهاماً يا سحابُ

أطبق دخان من الضمير ....... محرّقاً .. أطبق عذابُ

أطبق دمار على حما ......... ة دمارهم ، أطبق تبابُ

أطبق جزاء على بنا..............ة قبورهم أطبق عقاب

أطبق نعيب ، يُجب صدا ....... ك البوم ، أطبق يا خراب

أطبق على متبلد ........... ين شكا خمولهم الذباب

لم يعرفوا لون السماء ......... لفرط ما انحنت الرقاب

ولفرط ما ديست رؤو ....... سهم كما ديس التراب

أطبق على المعزى يرا ....... د بها على الجوع احتلاب

أطبق على هذي المسوخ ....... تعاف عيشتها الكلاب

في كل جارحة يلوح ......... لجارح ظفر وناب

يجري الصديد من الهوا ....... ن كأنه مسك مُلاب

أطبق على الديدان........... ملّتها فيافيك الرحاب

أطبق على هذي الوجو ..... ه كأنها صور كِذاب

المخرَسات بها الغصون ........... فلا سؤالُ ولا جواب

بُلهاً تدور بها العيون ......... كأن صحصحها سراب

ملّ الفؤاد من الضمير ..... وضج بالروح الإهاب

أطبق على متفرقين ...... يزيد فرقتهم مصاب

يتبجحون بأن إخو ....... تهم يحل بهم عذاب

ندموا بأن طلبوا أقل ....... حقوقهم يوماً فتابوا

وتأوّبوا للذل يأكل رو ...... حهم نعم المآب




أطبق على هذي الكرو ........ ش يمطها شحم مذاب

من حولها بقر يخو ...... ر وحوله غرثى سغاب

أطبق إلى أن ينتهي ....... للخابطين بك احتطاب

أطبق على متنفّجين ...... كما تنفّجت العياب

مستنوقين ويزأرون ......... كأنهم أسد غلاب

يزهوهم عسل ويلهيهم ....... عن العلياء صاب

يمشي من الأمجاد ..... خلفهم بميسرة ركاب

فإذا التقت حَلَقُ البطان ...... وجدّت النوَب الصعاب

خفقت ظلالهم وماعوا ....... من نعومتهم فذابوا

ونجوا بأنفسهم وراحت ..... طُعمة النار الصحاب


____________________________
*لمزيد من المعلومات، يمكن مطالعة موقع مركز الجواهري
http://www.jawahiri.com/


2 comments:

Wonderings caught on a keyboard said...

القصيدة قوية بحق، وتدعونا جميعا للتساؤل عن حالنا مع أنفسنا

الدرعمي said...

رحم الله العزة التي كانت من إرث أجدادنا

لكننا في ظروف غريبة فقدنا ذلك الإرث

ويقال إن الآباء فرطوا في حقنا وإرثنا

بينما يزعم آباؤنا أننا نحن جيل الضياع

الذي ضيع نفسه وضيع إرثه وضيع أمجاد آبائه

فما رأيك يا أحد المتهمين ؟


تحياتي لك وفي انتظار دفاعك عما هو منسوب إليك وإلينا

بالمناسبة القصيدة رائعة وقد كتب ما هو أقوى من ذلك إن شاء الله ربما أورد بعض قصائده عندي


آدم