Thursday, October 04, 2007

عادة التقبيل

كتب يوسف معاطي*..


الآن‏..‏ صارت عادة التقبيل بدون مناسبة ظاهرة عجيبة تفشت في مجتمعنا‏..‏ هل لاحظت ذلك‏!!‏ ثلاث فتيات كن جالسات أمامي في الكافتيريا‏..‏ ثم أتت الرابعة التي كانت معهن بالأمس القريب‏..‏ وما أن شاهدنها‏..‏ حتي صرخن‏..‏ ياااه‏..‏ ازيك ياماهي ويبدأ مسلسل التقبيل بحرارة مزيفة‏..‏ وكأن ماهي لسه جاية من الحجاز‏..‏ وتأتي ميرفت‏..‏ لأ‏..‏ لأ‏..‏ مش معقول‏..‏ واحشاني ياجبانة‏..‏ وتدور ميرفت عليهن ليقبلنها جميعا‏..‏ رغم أن ميرفت كانت قاعدة معاهم‏..‏ وراحت الحمام‏..‏ ورجعت‏!!‏
والشباب أيضا صاروا حينما يلتقون‏..‏ يفتحوا الأذرع وهات ياقبلات‏..‏ كل نصف ساعة‏..‏ أحضان وقبلات لانهاية لها‏..‏ إن عمرنا يضيع في تقبيل بعضنا بعضا‏..‏ وأنا شخصيا‏..‏ دعوني أعترف لكم‏..‏ لقد أحصيت عدد القبلات التي اضطررت إليها في يوم واحد‏..‏ فزادت عن الخمسمائة‏..‏ وكلها مع اصدقاء أراهم يوميا ولايوحشونني اطلاقا‏..‏ بل بالعكس‏..‏ زهقان منهم‏..‏ لماذا نقبل بعضنا عمال علي بطال يا أخواننا؟‏!‏

الحب مش مقطع بعضه لهذه الدرجة‏!!‏ وصار البعض يتفنن في اختراع قبلات جديدة‏..‏ فهذا بعد قبلتي الخد‏..‏ يخطف له قبلة من الكتف ده وقبلة من الكتف الآخر‏..‏ والبعض بعد قبلتي الخد‏..‏ يعدل رأسي ثم يقبلني من جبهتي‏..‏ وبعضهم لايقبل إلا أربع قبلات‏..‏ بما يوازي قبلتين علي كل خد وهي مسألة تلوح الرقبة فعلا‏..‏ الأغرب‏..‏ أن التقبيل لم يعد بين الأصدقاء فقط‏..‏ فهذا يأتي لي ومعه صديق أراه لأول مرة‏..‏ اسلم عليه‏..‏ فيمد بوزه هو الآخر ليقبلني‏..‏ ماذا فعلت له حتي يقبلني‏!!‏

الأسبوع اللي فات كنت لابس الطقم الأبيض ركنت سيارتي ونزلت وأتي السايس نحوي فاتحا ذراعيه فينك يابيه وحشتنا وانقض عليا وهات يابوس‏..‏ المشكلة أنها مسألة محرجة أن تصد أحدهم أو تمنعه من تقبيلك‏..‏ سيظن أنها تناكة منك أو غرورا‏..‏ وأنا لا أعرف ماذا أفعل‏!!‏ بالأمس طرق الباب عندنا في البيت‏..‏ فتحت الباب فوجدت رجلا يبتسم لي‏..‏ ويمد يده‏..‏ مددت يدي‏..‏ فأخذني في حضنه وقبلني عنوة‏..‏ بادلته القبلة بقبلة‏..‏ ثم وقفنا وكل منا ينظر نحو الآخر‏..‏ خلاص بوسنا وحضنا‏..‏ من أنت‏..‏ قال‏..‏ أنا بس جاي عشان الكشف علي عداد الغاز!!

______________________________________
نشر بجريدة الأهرام المصرية*

No comments: