Thursday, April 12, 2007

الاستهزاء بالمسيح في فيلم إيطالي.. وغضبة عاقلة منظمة

أرى أن السيد المسيح الذي نجله ونقدره كسائر الأنبياء والمرسلين يستحق غضبة كالتي غضبها المسلمون من قبل لخاتم الأنبياء عليهم جميعا أفضل الصلوات والتسليم. على أن تكون غضبة عاقلة منظمة، لا دمار فيها ولا عنف ولا بربرية.
على جانب آخر سيكون لهذه الغضبة أثرا عميقا في تغيير صورة الإسلام والمسلمين أمام عوام الغرب والشرق، إذ سيلفت نظرهم إلى حقيقة أن الإسلام هو الدين الشامل لكل ما سبقه ومكمله، وسيزيد من احترام المسلمين والجاليات المغتربة، هذا بالإضافة إلى إزالة تهمة العنصرية والتعصب لمحمد عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يظنه الكثير من عامة غير المسلمين إله في القرآن!
هناك آراء تعترض على مجرد الاهتمام بهذه المسألة، بدعوى أننا ضعفاء ومهانون في أوطاننا، بينما الحرّ هو فقط من يسمع صوته.. هذا رأي صائب لا أستطيع أن أنكر.. ولكن، يردّ على هذا الرأي بأن الهدف من الضجيج ليس الحصول على قرار من الأمم المتحدة ولا حتى إيقاف توزيع الفيلم الإيطالي .. بل المستهدف هنا هو عوام الغرب، لا حكامهم.. فكما اندهشوا للغضب الذي سرى بين المسلمين للرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك، فمن المفيد أن يندهشوا أيضا عندما يروا ويعرفوا مكانة المسيح في قلوب المسلمين أيضا!
ما رأيكم دام فضلكم؟

الوزيرة تعانق.. والدنيا تثور.. ونظرة عميقة في هدوء

يا حسرة على العرب والمسلمين.. قد يفاجئكم ردّي.. ولكن ألاحظ أن المسلمين العرب أصابهم مرض اجتماعي عام (ويبدو أن العدوى وصلت باكستان أيضا).
المرض الاجتماعي الذي أتحدث عنه يجعل اهتمام الناس الأول منصبّ على مظهرهم الخارجي أمام الآخرين، ولا اهتمام بالقلب ولا الجوهر.

فإذا عانقت الوزيرة الباكستانية أحدهم، ثارت الدنيا وانقلبت وسائل الإعلام.. (ولم يلفت نظرهم ولو لوهلة أن وزيرتهم أصلا غير محجبة - وهي الباقية في منصبها لسنين عدة)!
أما عن مرض المظاهر الذي أتحدث عنه، يمكن تلخيصه بإلقاء نظرة واحدة على حال شبابنا لوجدنا أن الأمور قد خرقت حاجز العناق بأميال، لكن لا!
المهم هو أن رموزنا تظهر في الشكل الذي يرضينا ويرضي مجتمعاتنا التي لا تنافق إلا نفسها، بدعوى أن ذلك قد يسيء إلى سمعة البلاد، أما عن حال البلاد الحقيقي فهو لا يشغل الأذهان.. المهم هو مظهرنا أمام أنفسنا والآخرين، وشكرا!
الضجة التي أثيرت في الماضي القريب حول الإعلامية هالة سرحان تلوح في الأفق.. لا أرى فارقًا كبيرًا بين أزمة الوزيرة وأزمة الإعلامية، اللهم إلا آلاف الأميال التي تفصل بين الحدثين جغرافيا.. و دين واحد يفترض أن المجتمعين يدينان به!

دعوة للتعايش.. ودعاوي العمالة

في الحقيقة لا أستطيع أن أزعم أني من متابعي برنامج دعوة للتعايش، و لكني شاهدت حلقتين منه لمجرد الإطلاع بعد أن وصلني من البعض أن الهدف الرئيسي للبرنامج يُعني بالتعايش مع الغرب - وقد تكونا غير كافيتين للحكم على رسالة البرنامج بشكل صحيح.


قد أكون خاطئا ولكن قرأت بين السطور دعوة للتعايش بين "الفرق" المسلمة المتناحرة فكريا أو سياسيا أو مذهبيا!
فالرجل لم يذكر الكفار ولا غير المسلمين في حديثه، ولكن الحلقتين اللاتي شاهدتهما - ويبدو أن البرنامج ككل كذلك - تصبان في التعايش بين الأئمة الأربعة واحترامهم لبعضهم البعض واشتراكهم جميعا في خدمة الدين رغم اختلاف الرؤى والأفكار.


ما وجدته في البرنامج منافي تماما للشائعات التي سمعتها من قبل، وأنه برنامج يخدم قضية التعايش بين الغرب والمسلمين ... إلخ.

لكي أكون صريحا أرى أن البرنامج يخاطب أصحاب الاتجاهات الفكرية والمذهبية وأنصار الجماعات الإسلامية المختلفة في عصرنا هذا إلى التعايش وقبول بعضهم البعض بدلا من التراشق والإسفاف الحادث على الساحة الآن من سبّ لعلماء وتجريح في آخرين إلى آخر هذه المهازل.

نقطة أخرى أودّ أن أقولها هنا وهي أن الاختلافات الفكرية والمذهبية في تناول الدين الإسلامي منبعثة بشكل رئيس من اختلافات ثقافية وجغرافية، فإن توحّدت القلوب زال الاختلاف الفكري وعلا شأن الأمة، والدين خير مؤلفا للقلوب.