Friday, August 22, 2008

تريد النصر؟.. فلتنتصر على ذاتك أولا

كعادتنا نحن العرب نتحدث كثيرا وننجز قليلا.. وينسحب أثر هذه الحقيقة المؤسفة على شتى أمور حياتنا، حتى في أعزّ ما نملك - ليس الشرف ولا العفة بالطبع كما يحلو للكثيرين الصياح، بل المنسي أمره، المهدور حقه بين أيدينا: الإسلام.

تلك الأمانة التي حملها الله لأمة العرب، لتؤدي تلك المهمة الملقاه على عاتقها تجاه عموم البشر؛ ألا وهي تبليغ الرسالة والدعوة إلى سبل الهداية، لصلاح حال البشرية والأرض.

فهل يقوم كل منا حقا بما ينبغي لتبليغ الرسالة؟ .. سؤال متروك لك إجابته، لا لأحد إلا لذاتك، بعد الله عز وجل.

-------------------------

يجعجع معظمنا ويملأ المكان صراخا كلما ذكر حال الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الارض.. وعلى مختلف المستويات الفكرية والتعليمية والاقتصادية، تجد المسلمين ما زالوا على كلمة واحدة في هذا الأمر - وقلما تتحد كلمتهم في هذا الزمان، حيث تجدهم صائحين: " النصر للإسلام.. والعزة للإيمان ".. كل يقولها بأسلوبه ولهجته.

ولكن.. ألم تسأل نفسك ذات صباح في أي من تلك الأيام التي تحسب عليك لا لك، تتنفس وتأكل وتشرب وتضحك وتلعب، وفي بعض الأحيان تحزن لأمور أقل ما يمكن أن توصف بها أنها تافهة، إذا ما قورنت بالمهمة الملقاه على عاتقك، وتحديدا.. كمسلم عربي يتحدث لغة القرآن التي أنزل بها:
هل يأتي إيمانك حقا في المرتبة الأولى بين آمالك المديدة وأحلامك العريضة؟..

وجه السؤال لنفسك هذه المرة، ولا داعي للجعجعة، فلن يستمع إليك هذه المرة نفر من أصدقائك ولا واحد من أصحابك.. بل سيستمع إليك الله وحده، ومن بعد ذاته العلية، ذاتك.

--------------------------

تتحدث الجموع عن سوء الحال ودنو المقام بين الأمم.. مؤكدين - إن لم يكونوا كعادتهم مجعجعين - على إخلاصنا في العمل على النصر على أعدائنا. وقد يطرأ سؤال جديد هنا؛ هل فكرت ذات يوما لتعرف تحديدا: من هم أعداؤنا؟
بالطبع قد يعلو الاستنكار وجهك مستغربا مثل هذا السؤال السهل الذي نحفظ جميعا إجابته عن ظهر قلب.

فإن قلت الذين يعيثون في الأرض فسادا من اليهود ومن تبعهم من أصحاب الملل والنحل الأخرى.. فلتتبعه بتساؤل جديد: كيف يمكن ان تطالب بالنصر على اعدائنا و نحن نقلدهم في كل شيء؟ ..

ذات مرة، سئل شيخ استهزء به البعض بعد النكسة قائلين : لماذا لم ينزل ربك ملائكة تقاتل مع المسلمين في حرب يونيو 1967 ؟ اجابهم الشيخ ( مستهزءا بهم و منبها لحال الامة ) :لقد نزلت الملائكة في حرب 67 .. و وقفت بين الصفين فلم تميّز بين المسلمين و اليهود !! .. "

سؤال لا ينتظر أحد منك إجابته.. بل وجهه لذاتك أيضا واستمع لما تقوله لله ثم نفسك، و اعط نفسك تقييما: " هل تقوم بما يجب عليك حقا لتستطيع الملائكة تمييزك كمسلم من بين الآخرين؟ .. إذا كنت تؤمن حقا بما جاء في الكتاب وتفخر بكونك من المؤمنين به، فهل أنت من العاملين بما فيه؟"

اقرأ هذه الكلمات التي نحفظها جميعا عن ظهر قلب.. ولكن، اقرأها هذه المرة وأنت مدرك بأنها قول خالقك الذي خلقك.. الله رب العالمين:
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً