Tuesday, February 13, 2007

ما بين البقاء في الحريق.. وخارجه

تعرضت فتاة لمحاولة اعتداء لا يد لها فيها.. وأقول لها وللمئات من أقرانها هذه الرسالة
يا أختاه.. لا تحزني.. أنت لست الأولى ولن تكوني الأخيرة.. ولست وحدك.. بل بالتأكيد هناك المئات مثلك... ولكن الفرق الوحيد هنا هو شجاعتك وإيجابيتك في سرد القصة.. بدلا من الاحتفاظ بها سجينة في عقلك وذكرياتك..
لا أرى اتباع أسلوب الحياة السوقي حلا.. بل سيعقد المشكلة.. لأنه بهذا سيرتد المجتمع مزيد من آلاف الخطوات إلى الوراء.. ليصبح مجتمعا غائصا في عصور الظلام.. والحجارة.. والديناصورات
شعوبنا تفقد "آدميتها" هذه الأيام.. بعد انهيار ما يسمى بهرم الحاجات في علوم الإجتماع والإنسانيات.. وانسداد النفق المظلم يعزز من فقدان الأمل في الخلاص.. فلا يوجد بصيص من الضوء أمام أحد لكي يحصل ولو على حجرة من هذا الهرم الضخم.. وبهذا انقسم المجتمع أقسام شتى
1- معتلين لأنقاض الهرم بعد سرقة حجارته.. ومانعين بناءه مرة أخرى
2- جياع ومحتاجين على جميع الأصعدة يلهثون وراء حبات الرمال المتبقية من الهرم، وينتهي بهم الأمر غالبا إلى الجنون وفقدان العقل.. والسعي للحصول على ما فقدوه بالقوة ولو على حساب الآخرين
3- حالمين باقين في قلب هذا الجحيم.. أملا في انصلاح مجتمع شريعة الغاب هذا.. وهو ما لا يقف على منطق ولا دلائل سليمة
4- هاربين وفارين.. أو كيفما يسمّوهم.. نافدين بما "تبقى" لهم من آدمية.. منقذين لكرامتهم التي وهبها الله إياهم، وكرامة ذويهم وأسرهم
لك يا أخت أن تختاري ما تشائين من هذه الأصناف الأربعة.. ولتنضمي إلى الفريق الذي تبغي
تذكرة:
دائما ما ندفن رؤوسنا في الرمال.. ونتظاهر بوردية الحياة والحال.. وما حدث ويحدث وسيحدث لغيرك مثال لما وصل إليه حالنا..ورغم ذلك.. ما زالت منا فئة تعترض وتشجب على كل من يقول بموت هذه الشعوب..
موسى أخذ من رغب في الصلاح حقا وخرج بهم.. ولوطا كذلك.. وأيضا إبراهيم.. وصالح.. وحتى محمدا عليهم أفضل الصلوات والتسليم أجمعين
حكمة:
ليس من الحكمة أن تبقى في قلب الحريق محاولا إطفائه، بل من الأفضل أن تبتعد عنه لكي تبقى حيا وتطفئه فعلا